نبذة تاريخية عن العلامة عبد الحميد بن باديس
إن الحديث عن "عبد الحميد بن باديس" ليس كأي حديث، لأنه شخصية فريدة من نوعها، ولد وكبر في وسط لم يكن يساعد على العلم والتعلم لكن رغم دلك فإن شيخنا رحمه الله استطاع أن يحفظ القران في سن مبكرة وهدا ماسا عده في أن ينمي أفكاره ويقوي قدراته الذهنية، كما أفنى حياته في تعليم الأجيال الناشئة وقد تخرج على يديه جيلان من الأوائل الدين قاموا بثورة التحرير الكبرى.
وقد ارتأت الجزائر أن يكون 16 افريل يوما مخلدا للعلم رغم انه يمثل وفاة العلامة" بن باديس" ولا يسعنا في هدا المجال إلا أن نطرح على أنفسنا مادا قدمنا لعلمائنا؟ وهل نحن مهتمون بهم؟ وهل أدركنا قيمتهم الحقيقية؟.
مولده ونشأته
في عاصمة الشرق الجزائري قسنطينة ولد عبد الحميد بن محمد المصطفى بن مكي بن باديس في 4 أفريل 1889م من عائلة محافظة، ونشأ في أسرة عريقة معروفة بالعلم و الجاه والثراء فكان من أجداده الأولين"المعز بن باديس" ومن أسلافه المتأخرين "المكي بن باديس" الذي تولى منصب القضاء بقسنطينة وأما الشيخ محمد المصطفى بن المكي بن باديس والد عبد الحميد فكان صاحب مكانة معروفة في قسنطينة جعلته موضع احترام وتقدير من المواطنين والحاكمين وقد شارك في بعض الأعمال الإدارية فكان عضوا في المجلس الجزائري الأعلى والمجلس العام بقسنطينطينة.
نشأته وثقافته
لقي عبد الحميد بن باديس في كنف والديه ما يلقاه عادة أول الأبناء في الأسرة الكريمة فقدمه والده إلى الشيخ "محمد المداسي"وأخذ هدا الشيخ يلقن تلميذه ابن باديس سور القرآن الكريم حتى أتم حفظه و إتقانه وكانت والدته كذلك"زهيرة بنت علي بن جلول " من عائلة ذات علم وفقه.
لان قسنطينة أنداك كانت قطبا للاصالة ومهدا لحركات التحرر. وفي 1903 بدأ عبد الحميد مرحلة جديدة في التعليم على يد الشيخ الونيسي فاخذ عنه مبادئ العلوم العربية والدينية ورباه أحسن تربية.
وكان والده خير مشجع له في طلب العلم والمعرفة ووجد هذا الوالد بدوره في ابنه من الفضائل والأخلاق ما بعثت فيه الأمل بأن يتفاءل ببقاء واستمرار مجد البيت الباديسي وكان دائما يقول لابنه "يا عبد الحميد أنا أكفيك أمر الدنيا،انفق عليك وأقوم بكل أمورك، ما طلبت شيئا الا لبيت طلبك كلمح البصر فاكفني آمر الآخرة، كن الولد الصالح الذي ألقى به وجه الله"
ولما بلغ 15 عاما زوجه والده وأنجبت زوجته مولودا أطلق عليه اسم محمد عبده إسماعيل.
رحلاته
في عام 1908كان سفره إلى تونس ليتم دراسته في جامع الزيتونة وتتلمذ على يد "محمد النخلي القيرواني"و "محمدا لطاهر بن عاشور" ر"والشيخ الخضر بن حسين".ونال شهادة جامعية في العلوم والقراءات عام 1912بعد سنوات قضاها في الجهد والعناء المستمر والاجتهاد اللامنقطع, وبقي عاما في تونس يشتغل بالتدريس.ثم سافر إلى البقاع المقدسة لأداء فريضة الحج. وفي عودته تجول في بعض البلدان الإسلامية كمصر والشام واتصل بنخبة من رجال الفكر والإصلاح.
وأعظم ذكرى بقيت راسخة في دهن شيخنا العظيم هي التقائه بشيخه" الونيسي" في الحجاز وكذلك تعرفه على "محمد البشير الابراهيمي "
نشاطه في الإصلاح الديني والاجتماعي
- التعليم
اتخذ شيخنا من الجامع الأخضر معهدا لنشاطه التعليمي والتربوي فكان يعلم الصغار في الصباح والكبار في المساء ويلقي دروس في الوعظ في المساء.
- الصحافة
أصدر جريدة المنقذ عام 1926 ف"الشريعة" "السنة" " الصراط" "البصائر" عام 1957.
تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين
لقيت دعوة إنشاء الجمعية استجابة قوية وعميقة من طرف العلماء وجماهير المسلمين علا السواء وفي 05ماي 1931 انعقد بنادي الترقي بالعاصمة مؤتمر حضره العلماء الجزائريون الدين يمثلون مختلف الطوائف وبعد عدة اجتماعات ومناقشات أعلن المؤتمرون عن ميلاد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين. وقد تكون مجلسها الإداري من:
-ابن باديس: رئيس الجمعية.
-البشير الابراهيمي: النائب.
أعضاء ونواب
الطيب العقبى,محمد الأمين العمودي , مبارك ألميلي , إبراهيم بيوض , العربي التبسي , محمد خير الدين.
مواقفه العظيمة
: أكد الشيخ أن الشعب الجزائري لن يحيد عن الإسلام ولا عن العروبة وان الشعب هو الذي سينفض غبار الاستعمار ويغير كل شيء. شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتسب.
نهاية رحلة العمر والوفاة
: في اليوم 16 افريل 1940توقف قلب عالمنا عن الخفقان وغادر عظيمنا هدا الكون دون عودة تاركا وراءه وطنا طالما أحبه واخلص إليه.
مات الشيخ عن سن 51 سنة ويقال انه كان نحيف الجسم ' ضعيف البنية لكنه كان شعلة منة النشاط والحيوية والكفاح,
ظل يتابع عمله الا ان اشتد به المرض وهو في مقره الدائم بمدرسة التربية والتعليم ثم غادرهاالى بيت والده قبيل وفاته بأيام قليلة وفي مساء 16 افريل 1940 انتقلت روحه الطاهرة إلى الرفيق الأعلى وخرجت مدينة قسنطينة بأكملها تودع عالمها وعضيمها الوداع الأخير وكان يوما تاريخيا لا ينسى رغم الظروف التي كانت تعيش فيها البلاد بسبب لبحرب العالمية ودفن جثمانه في روضة اسرته بحي الشهداء قرب مقبرة قسنطينة